
وعندما نعرف أن الإضلال الذي تبناه معاوية طيلة أيام إمارته، ثم بعد أن أصبح يحمل لقب خليفة يحكم البلاد الإسلامية بعد استشهاد الإمام علي (عليه السلام)، ثم من بعد استشهاد الإمام الحسن (عليه السلام) رأينا كيف حول ذلك المجتمع إلى مجتمع يناصر الباطل، ويقف في صف الباطل.
ورأينا أيضاً - أيها الإخوة - كيف يكون الجانب الآخر - وهو ما كنا نقوله أكثر من مرة - وهو: أن الجرائم ليست - في العادة - هي نتيجة عمل طرف واحد فقط, المجرمون من جهة، المُضلون من جهة يجنون ، والمفرِّطون والمقصرون والمتوانون واللاإباليون هم أيضاً يجنون من طرف آخر.
فالجريمة مشتركة من أول يوم حصل الإنحراف بمسيرة هذه الأمة عن هدي القرآن ، وهدي رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وكيف يمكن أن يسمع الناس منطق الحق ثم نراهم في يوم من الأيام يقفون في وجه الحق، في صف الباطل ، هذا هو الذي حصل بالنسبة لأهل العراق.
معاوية أضل أهل الشام فكانوا قاعدة لإمارته وخلافته، وقاعدة لخلافة ابنه يزيد، وكانوا جيشاً قوياً يتحركون لتنفيذ أهدافه, وأهل العراق من جانب آخر. ما الذي حصل؟ ألم يعش علي بينهم سنين خلافته ماعدا الأيام الأولى منها كان في العراق، علي ببلاغته، علي بمنطقه ، علي بـحجـته، علي بمعرفته وعلمه الواسع (( باب مدينة العلم )) ،هو من كان دائما ً يتحدث مع أهل العراق ، من كان دائماً يوجه ويتحدث ويرشد ويعلِّم ويحذِّر وينذر من عواقب الأمور.
اقراء المزيد